دراسة مفاجئة تكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاة مرضى الكبد الدهني

 دراسة مفاجئة تكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاة مرضى الكبد الدهني

  : مقدمة

أظهرت دراسة جديدة أجرتها كلية طب كيك (Keck) بجامعة جنوب كاليفورنيا، ونُشرت في مجلة طب الجهاز الهضمي والكبد السريري، أن ثلاثة من عوامل الخطر القلبية الأيضية تُشكل أكبر خطر للوفاة لدى مرضى  الكبد الدهني (MASLD) و هو  أكثر أمراض الكبد شيوعا عالميا.

كيف أُجريت الدراسة؟

استخدم الباحثون بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES)، الذي جمع معلومات صحية عن الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1988 و2018، وهو أحدث عام توافرت فيه بيانات لدراستهم. من بين 134,515 مشاركًا تبلغ أعمارهم 20 عامًا فأكثر، تم تشخيص حوالي 21,000 مريض بمتلازمة التمثيل الغذائي المرتبط بالعمر (MASLD) تتبع مؤلفو الدراسة معدلات الوفيات لجميع الأسباب حسب عوامل الخطر   القلبية الأيضية الفردية للوصول إلى استنتاجاتهم.

النتائج :

كشفت الدراسة أن ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وانخفاض مستوى الكوليسترول الحميد (HDL) هي أخطر عوامل الخطر القلبية الأيضية لدى مرضى MASLD، حيث يُعد ارتفاع ضغط الدم أكثر خطورة من مرض السكري. كما تُظهر النتائج أن السمنة ومؤشر كتلة الجسم يؤثران بشكل كبير على معدل الوفيات، وأن كل عامل خطر إضافي يُفاقم الخطر.

تفاجأ الباحثون بشكل خاص باكتشاف أن ارتفاع ضغط الدم يرتبط بزيادة احتمالية الوفاة مقارنةً بمرض السكري، وفقًا لما قاله ماثيو ديوكويتش، الحاصل على دكتوراه في الطب ودكتوراه في الصيدلة وماجستير في العلوم، وهو زميل في قسم زراعة الكبد بجامعة جنوب كاليفورنيا والمؤلف الرئيسي للدراسة. وأضاف:

 "حتى الآن، كان يُعتقد أن مرض السكري هو المشكلة الصحية الأكثر إلحاحًا لمرضى MASLD، وهذه نقطة مهمة".

ووجدت الدراسة أيضًا أن السمنة، وهي عامل الخطر القلبي الأيضي الأكثر شيوعًا لمرض MASLD، يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الوفاة، وذلك اعتمادًا على مؤشر كتلة الجسم (BMI) للمريض، وهو معادلة تُستخدم لتقدير نسبة الدهون في الجسم بناءً على طول الفرد ووزنه. كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، زاد ارتباطه بالوفاة.

بالإضافة إلى ذلك، يُضاف هذا البحث إلى مجموعة الأبحاث المتنامية التي تُشير إلى أن المرضى الذين لديهم عوامل خطر قلبية أيضية أكثر تكون نتائجهم أسوأ. ووجدت الدراسة أن خطر الوفاة لدى مرضى MASLD يزداد بنسبة 15% مع كل عامل خطر قلبي أيضي إضافي موجود.

ومن أجل المستقبل، يأمل مؤلفو الدراسة في إجراء المزيد من الدراسات التي تبحث في الخلفية الوراثية للمرضى، وعاداتهم الغذائية، وتعاطيهم للكحول، وعلاقتها بنتائج متلازمة التمثيل الغذائي المرتبط بالعمر (MASLD)، وذلك لتوفير ملفات تعريف مخاطر أكثر شمولاً.

 وصرح تيرولت: "كلما تعمقنا في فهم مسببات المرض، تمكنا من تحديد الفئات الأكثر احتياجًا للتدخلات، ومنحنا الأولوية لمواردنا لتحسين النتائج".

صرحت الدكتورة نورا أ. تيراولت، أخصائية أمراض الكبد في كلية طب كيك والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "يُعتبر MASLD مرضًا معقدًا، وتُلقي هذه الدراسة ضوءًا جديدًا على المجالات التي قد يرغب الأطباء في تركيز جهودهم عليها عند علاج المرضى". وأضافت: "إن معرفة جوانب MASLD التي قد تؤدي إلى نتائج أسوأ يُمكن أن يُساعدنا في تقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى". 

:توصيات الباحثين

١.التركيز على مراقبة ضغط الدم كأولوية قصوى

٢.ضرورة التحكم في مستويات السكر والكوليسترول

٣.أهمية خفض الوزن للمرضى الذين يعانون من السمنة

: خاتمة

توصلت هذه الدراسة الرائدة إلى أن ارتفاع ضغط الدم، السكري، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) يشكلون الثلاثية القاتلة الأكثر خطورة لمرضى الكبد الدهني (MASLD)، مع تفوق غير متوقع لخطر ارتفاع الضغط على السكري. كما أكدت أن تراكم عوامل الخطر وارتفاع مؤشر كتلة الجسم يزيدان من حدة التهديد على حياة المرضى.